قالت هيئة البث الإسرائيلية إن وزير الدفاع يوآف غالانت وجّه اليوم السبت بتمديد إغلاق المعابر مع الضفة الغربية وغزة بسبب التصعيد الأمني، في حين نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن الشرطة الإسرائيلية أنها ستمنع المستوطنين من اقتحام المسجد الأقصى في العشر الأواخر من رمضان.

يأتي هذا في وقت عززت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها الأمنية في أعقاب عمليتين بالأغوار وتل أبيب أمس الجمعة، وأدتا إلى مقتل 3 وإصابة 7 آخرين، في حين خرجت مظاهرات منددة بالاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى في عدة عواصم غربية.

كما أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي أوامره بتعزيز الشرطة بقوات من الجيش لتعزيز الأمن والاستقرار داخل المدن والمستوطنات الإسرائيلية.

كما قرر غالانت إلغاء كافة الإجراءات "المدنية" المتبعة خلال الشهر الفضيل، أو ما تسمى التسهيلات خلال الشهر الكريم.

وأفادت مراسلة الجزيرة في القدس المحتلة بأن شرطة الاحتلال قررت فرض إجراءات مشددة في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة والشوارع المؤدية إلى باب الأسباط ووادي حلوة وباب المغاربة بدءا من صباح الأحد.

وأضافت أن شرطة الاحتلال أعلنت نشر المئات من جنودها وأفرادها في مدينة القدس وإغلاق شوارع رئيسية، لتأمين حركة آلاف المتدينين والمستوطنين اليهود لأداء صلاة "بركات الكهنة" في حائط البراق وطقوس عيد الفصح اليهودي.

اعتراض بن غفير

في المقابل، أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير معارضته قرار إغلاق المسجد الأقصى في وجه اليهود.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن بن غفير طالب بالسماح للمستوطنين باقتحام الأقصى الأربعاء المقبل.

وفي سياق متصل، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إن هذه الفترة تؤكد الضرورة الملحة لوجود الحرس الوطني فورا ومن دون تأخير.

ورأى بن غفير -في تغريدة على تويتر- أن أي محاولة لعرقلة إنشاء الحرس الوطني لاعتبارات سياسية أو بذرائع قانونية من أي جهة إهمال خطير، حسب تعبيره.

تعزيزات أمنية

وظهر اليوم السبت، بدأت الشرطة الإسرائيلية عمليات تفتيش عن سيارة يشتبه في أن سائقها حاول تنفيذ عملية دهس في شارع يافا بالقدس الغربية، ولم يبلغ الإسعاف الإسرائيلي عن وقوع أي إصابات.

كما شددت قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية في حاجزي تياسير والحمرا، وأوقفت مركبات المواطنين المتجهة إلى الأغوار، وفتشتها ودققت في بطاقاتهم الشخصية، مما خلف أزمة مرورية خانقة على الحاجزين.

وأغلقت إسرائيل الحاجزين المذكورين كليا على فترات متقطعة منذ أمس، عقب مقتل مستوطنتين وإصابة ثالثة بإطلاق نار في الأغوار (شمال شرقي الضفة المحتلة).

من جهته، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن رئيس الأركان هرتسي هاليفي أجرى تقييما للوضع الأمني بعد الهجوم المسلح الذي وقع في مستوطنة الحمرا بالأغوار، ووجه بتعزيز الجهود الدفاعية في الضفة.

ومساء أمس الجمعة، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليمات بتعبئة كل وحدات الاحتياط في قوات حرس الحدود، ودعمِها بقوات إضافية لمواجهة ما وصفه "بموجة الإرهاب المتصاعدة".

شهيد في الضفة

وفي الضفة الغربية، استشهد شاب فلسطيني برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في بلدة عزون قضاء محافظة قلقيلية.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الشاب عاهد عزام (20 عاما) استشهد متأثرا بجروح أصيب بها مساء اليوم السبت خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال عند المدخل الشرقي للبلدة.
وأضافت أن الشاب أصيب بالرصاص الحي في البطن والصدر حيث حاولت الطواقم الطبية إنعاشه، لكنه فارق الحياة.

وفي السياق ذاته، هاجم مستوطنون مواطنين فلسطينيين قرب المدخل الشمالي لمدينة البيرة بالضفة الغربية.

وأفاد شهود عيان بأن مجموعات من المستوطنين المتطرفين تجمهروا بالعشرات في الشارع الالتفافي الرئيسي قرب حاجز مستوطنة بيت أيل العسكري بعد خروجهم من السبت المقدس، وقاموا برشق الحجارة على مركبات المواطنين والمنازل القريبة من الحاجز العسكري من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

كما رشق مستوطنون مركبات الفلسطينيين بالحجارة بالقرب من النقطة العسكرية المحاذية لقرى كفر نعمة ورأس كركر غربي رام الله، مما أدى إلى تحطيم زجاج بعض المركبات.

تحركات أردوغان

سياسيا، قالت الرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب أردوغان أكد رفض بلاده الاستفزازات والتهديدات التي تستهدف وضع المسجد الأقصى ومكانته.

وأضافت -في بيان- أن أردوغان أوضح لنظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ضرورة وقف التوتر المتكرر في شهر رمضان الذي امتد إلى غزة ولبنان.

ودعا أردوغان لاتخاذ خطوات ملموسة حتى يتمكن المسلمون من أداء مناسكهم من دون استفزازات، مؤكدا جهوزية بلاده لاتخاذ خطوات لخفض التصعيد والتوصل لسلام دائم.

تضامن مع فلسطين

وفي إطار التضامن الشعبي، خرجت في باريس مظاهرة احتجاجية للتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية ضد المصلين في المسجد الأقصى وبالاعتداءات التي ينفذها الجنود والمستوطنون ضد الفلسطينيين.

ورفع المتظاهرون الذين خرجوا بدعوة من جمعية أوروبا-فلسطين شعارات منددة بالانتهاكات الإسرائيلية من مداهمات واغتيالات واعتقالات غير قانونية وهدم منازل في إفلات تام من العقاب، وفقا للمتظاهرين.

وفي الولايات المتحدة، تظاهر العشرات في ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك للإعراب عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.

وردد المتظاهرون عبارات منددة بممارسات إسرائيل بحق المصلين في المسجد الأقصى وطالبوا بوقف الاستفزازات التي تمارس ضد الفلسطينيين. كما دعا المتظاهرون إلى الدفاع عن المسجد وإلى إنهاء الاحتلال والفصل العنصري ووقف الدعم الأميركي لإسرائيل.

وفي بريطانيا، تجمع مئات المحتجين أمام السفارة الإسرائيلية في لندن، تلبية لدعوة منظمات مثل "أصدقاء المسجد الأقصى" وحملة "التضامن مع فلسطين". ورفع المتظاهرون شعارات منددة بالاعتداءات الإسرائيلية على الأقصى والفلسطينيين.

اجتماع إسلامي

وفي سياق متصل، حذّرت منظمة التعاون الإسلامي -في اجتماع طارئ اليوم السبت- إسرائيل من إثارة مواجهة دينية لا تُحمد عقباها.

جاء ذلك في بيان ختامي للمنظمة (التي تضم 57 دولة) عقب اجتماع طارئ عقدته أمانتها العامة في مقرها بمدينة جدة في المملكة العربية السعودية بدعوة من فلسطين والأردن لبحث الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة للمسجد الأقصى.

وفي بيانها الختامي، دانت المنظمة بأشد العبارات التصعيد الإسرائيلي الخطير باقتحام المسجد الأقصى خلال شهر رمضان بشكل متكرر.

ووفق البيان نفسه، دعا المجتمعون مجلس الأمن الدولي لتحمل مسؤولياته والتحرك العاجل لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لردع ووقف التصعيد الإسرائيلي الخطير.

دعم غربي لإسرائيل

وفي سياق ردود الفعل الدولية، أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه إزاء "التصعيد الخطير للعنف" الأيام الأخيرة في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان، ودعا إلى "لجم الصراع فورا".

ودان الاتحاد الأوروبي ما وصفه بالهجمات الإرهابية المميتة في تل أبيب وغور الأردن.

كما دان العنف الحاصل في الأماكن المقدسة التي قال إنه يجب الحفاظ على وضعها الراهن، إضافة إلى ما سمّاه الهجمات الصاروخية العشوائية على إسرائيل من غزة والأراضي اللبنانية.

بدورها، دانت بريطانيا ما سمته الهجمات العشوائية بالصواريخ من جنوب لبنان وغزة على إسرائيل، ودعت كل الأطراف لخفض "مستوى التوتر" واحترام ترتيبات "الوضع القائم " في الأماكن المقدسة بالقدس، ووقف جميع الاستفزازات.

ودعا وزير الخارجية جيمس كليفرلي الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الالتزام بتسوية تفاوضية تفضي إلى حل الدولتين، وتؤدي إلى سلام دائم، وفق تعبيره.

ودانت الخارجية الأميركية بشدة ما سمتها "الهجمات الإرهابية" التي وقعت بالضفة وتل أبيب، قائلة إن واشنطن تقف إلى جانب حكومة إسرائيل وشعبها، وإنها على اتصال وثيق مع شركائها الإسرائيليين، وتعيد تأكيد التزامها الدائم بأمنهم.

المصدر : الجزيرة + وكالات


Post a Comment

أحدث أقدم