قالت وكالات استخبار غربية وشركة مايكروسوفت إن مجموعة قرصنة صينية ترعاها الدولة تجسست على مجموعة كبيرة من مؤسسات البنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة، من الاتصالات السلكية واللاسلكية إلى مراكز النقل.

وأضافت مايكروسوفت في تقرير أن التجسس استهدف جزيرة غوام التي تضمّ قواعد عسكرية أميركية إستراتيجية، وأن "التخفيف من أثار هذا الهجوم قد يمثل تحديا صعبا".

واعتادت الصين وأميركا التجسس على بعضهما، لكن محللين يقولون إن هذه الهجمات واحدة من كبرى عمليات التجسس الإلكتروني المعروفة ضد البنية التحتية الحيوية الأميركية.

وأوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ -اليوم الخميس- أن مزاعم القرصنة هي "حملة تضليل جماعية" من دول مجموعة "العيون الخمس"، في إشارة إلى مجموعة لتبادل المعلومات الاستخبارية تضم الولايات المتحدة وكندا ونيوزيلندا وأستراليا والمملكة المتحدة.

وأشارت إلى أن واشنطن أطلقت الحملة لأسباب جيوسياسية، وأن تقريرا محليا لمايكروسوفت أظهر أن الحكومة الأميركية تستخدم مؤسسات أخرى غير الوكالات الحكومية في حملات التضليل.

وأضافت -في مؤتمر صحفي دوري في بكين- "لكن بغض النظر عن الأساليب المتنوعة المستخدمة، لا يمكن لأي من هذا أن يغير حقيقة أن الولايات المتحدة هي إمبراطورية القرصنة".

A map of China is seen through a magnifying glass on a computer screen showing binary digits in Singapore, in this January 2, 2014 file illustration photo. Security researchers have many names for the hacking group that is one of the suspects for the cyberattack on the U.S. government's Office of Personnel Management: PinkPanther, KungFu Kittens, Group 72 and, most famously, Deep Panda. But to Jared Myers and colleagues at cybersecurity company RSA, it is called Shell
الخبراء يقولون إن "فولت تايفون" تطور قدرات يمكن أن تعطل البنية التحتية للاتصالات الحيوية (رويترز)

ولم يتضح بعد عدد المنظمات المتضررة، لكن وكالة الأمن القومي الأميركية قالت إنها تتعاون مع شركاء من بينهم كندا ونيوزيلندا وأستراليا والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي، لتحديد حجم الانتهاكات.

وحذرت كندا والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا من احتمال استهدافهم من قبل القراصنة أيضا.

وقال محللو مايكروسوفت إن لديهم "ثقة متوسطة" في أن هذه المجموعة الصينية -التي أطلقت عليها اسم "فولت تايفون" (Volt Typhoon)- تطور قدرات يمكن أن تعطل البنية التحتية للاتصالات الحيوية بين الولايات المتحدة ومنطقة آسيا خلال الأزمات المستقبلية.

وأوضح جون هالتكويست رئيس قسم تحليل التهديدات في شركة "مانديانت إنتليجنس" (Mandiant Intelligence) التابعة لشركة غوغل، أن النشاط الصيني فريد ومثير للقلق أيضا، لأن المحللين ليست لديهم رؤية كافية حتى الآن عن قدرة هذه المجموعة.

استهداف البنية التحتية العسكرية

وفي الوقت الذي كثفت فيه الصين ضغوطها العسكرية والدبلوماسية في مطالبتها بالسيادة على جزيرة تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه مستعد لاستخدام القوة للدفاع عنها.

ويتوقع محللون أمنيون أن يحاول القراصنة الصينيون استهداف الشبكات العسكرية الأميركية ومنشآت البنية التحتية الحيوية الأخرى، إذا هجمت الصين على تايوان.

وقالت مايكروسوفت إن مجموعة القرصنة الصينية نشطة منذ 2021 على الأقل، واستهدفت العديد من القطاعات بما في ذلك الاتصالات والتصنيع والمرافق والنقل والبناء والبحرية والجهاز الحكومي وتكنولوجيا المعلومات والتعليم.

وأشار مدير الأمن السيبراني في وكالة الأمن القومي روب جويس، إلى أن الهجمات الصينية تستخدم "أدوات شبكة مدمجة للتهرب من دفاعاتنا وعدم ترك أي أثر خلفها".

وعلى النقيض من تقنيات القرصنة التقليدية، قالت مايكروسوفت إن هذه المجموعة تصيب أنظمة الهدف الحالية للعثور على المعلومات واستخراج البيانات.

People pose in front of a display showing the word 'cyber' in binary code, in this picture illustration taken in Zenica December 27, 2014. A previously undisclosed hacking campaign against military targets in Israel and Europe is probably backed by a country that misused security-testing software to cover its tracks and enhance its capability, researchers said. Picture taken December 27, 2014. REUTERS/Dado Ruvic (BOSNIA AND HERZEGOVINA - Tags: SCIENCE TECHNOLOGY CRIME LAW)
مايكروسوفت قالت إن "مجموعة القرصنة الصينية" نشطة منذ 2021 على الأقل (رويترز)

غوام هي الهدف

وتضمّ جزيرة غوام منشآت عسكرية أميركية يمكن أن تلعب دورا أساسيا للرد في حال اندلاع أي صراع في منطقة آسيا والمحيط الهادي، كما أنها مركز اتصالات رئيسي يربط آسيا وأستراليا بأميركا عن طريق العديد من الكابلات البحرية.

وقال بارت هوغفين كبير المحللين في معهد السياسة الإستراتيجية الأسترالية والمتخصص في الهجمات الإلكترونية التي ترعاها الدولة في المنطقة، إن الكابلات البحرية جعلت من غوام "هدفا منطقيا للحكومة الصينية" للحصول على معلومات استخبارية.

ومن جهتها، أكدت نيوزيلندا أنها ستعمل على تحديد أي نشاط إلكتروني ضار من هذا القبيل في البلاد.

وقالت وزيرة الشؤون الداخلية والأمن السيبراني الأسترالية كلير أونيل "من المهم للأمن القومي لبلدنا أن نتعامل بشفافية وصراحة مع الأستراليين فيما يخص التهديدات التي نواجهها".

بدورها، أوضحت وكالة الأمن السيبراني الكندية أنه لم ترد حتى الآن أي تقارير عن ضحايا كنديين لهذه القرصنة، وأضافت أن "الاقتصادات الغربية مترابطة بشدة"، وقالت "تم دمج الكثير من بنيتنا التحتية بشكل وثيق، ويمكن للهجوم على إحداها أن يؤثر على الأخرى".

المصدر : رويترز

Post a Comment

أحدث أقدم