حذر رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال تشارلز براون إيران من مغبة التورط في المواجهات الجارية بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، وقال إنه لا يريد أن تتسع رقعة الصراع، في وقت يسرع فيه الجيش الأميركي في إرسال إمدادات عسكرية جديدة لتل أبيب.
وقال براون أمس الاثنين لمجموعة صغيرة من الصحفيين المسافرين معه إلى بروكسل، إن رسالته لإيران هي حثها على "عدم التدخل". وأضاف "نريد أن نبعث برسالة قوية للغاية. لا نريد أن يتسع هذا الأمر، والمهم أن تعي إيران هذه الرسالة".
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن براون تحدث أمس الاثنين إلى رئيس هيئة الأركان العامة الإسرائيلية هرتسي هاليفي. وأضافت أنهما ناقشا هجوم حماس، والخطوات اللازمة لتقوية الوضع العسكري الأميركي في المنطقة، وجهود تعزيز الردع الإقليمي.
تسريع المساعدات
يأتي ذلك في وقت قال فيه مسؤول كبير في البنتاغون إن الجيش الأميركي يسرع في إرسال إمدادات جديدة من الدفاعات الجوية والذخيرة وغيرها من المساعدات الأمنية لإسرائيل لمساعدتها في الرد على هجوم غير مسبوق شنته حماس السبت الماضي.
وأضاف المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، لمراسلي البنتاغون "لقد أقلعت الطائرات بالفعل. نحن نزيد دعمنا لإسرائيل، نبقى على اتصال مستمر مع نظرائنا في إسرائيل لتحديد متطلباتهم الأكثر إلحاحا ومن ثم تلبيتها".
ولم تقدم الولايات المتحدة بعد تفاصيل عن حجم طلبات إسرائيل للمساعدة الأمنية. لكن مسؤول الدفاع الأميركي قال إن واشنطن تجري اتصالات مع صناعة الدفاع لتسريع الطلبيات الإسرائيلية المعلقة، وتنظر في مخزونات الجيش الأميركي للمساعدة في سد الثغرات الإسرائيلية.
كما بدد المسؤول المخاوف من أن الولايات المتحدة قد تجد صعوبة في إمداد إسرائيل بالأسلحة في الوقت نفسه الذي تنقل فيه الأسلحة إلى أوكرانيا.
وقال المسؤول "نحن قادرون على مواصلة دعمنا لأوكرانيا وإسرائيل والحفاظ على استعدادنا العالمي".
لا دليل على تورط إيران
ولفت إلى أن الولايات المتحدة لم تر حتى الآن أي دليل على وقوف إيران وراء الهجوم في إسرائيل، وذلك في أعقاب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال يزعم أن مسؤولين أمنيين إيرانيين ساعدوا في التخطيط له.
وقال المسؤول "بالطبع، إيران في الصورة. فقد قدمت الدعم على مدى سنوات لحماس وحزب الله. لكن ليس لدينا معلومات تؤكد تفاصيل موضوع وول ستريت جورنال في هذا الوقت".
وذكر المسؤول في إحاطته أن الدعم لإسرائيل بمثابة إشارة ردع لإيران وحزب الله اللبناني وأي وكيل آخر في المنطقة -حسب وصفه- لعدم استغلال الوضع بهدف التصعيد.
وحذر حزب الله من مغبة اتخاذ قرار خاطئ بفتح جبهة ثانية مع إسرائيل، لافتا إلى أن حاملة الطائرات "فورد" في طريقها إلى شرق المتوسط ولا ينبغي التشكيك في التزام الحكومة الأميركية بدعم الدفاع عن إسرائيل.
وشدد المسؤول على أن واشنطن تعمل مع إسرائيل والشركاء في المنطقة لاحتواء الأمر في غزة، وأن هذا أحد أسباب زيادة الوجود البحري الأميركي في شرق المتوسط.
وشنت حماس هجوما مباغتا على إسرائيل يوم السبت الماضي، مما أدى إلى مقتل مئات الإسرائيليين واحتجاز عشرات الرهائن. وتسبب الهجوم في إعلان إسرائيل الحرب، ويهدد العنف المتصاعد بنشوب حرب جديدة كبرى في الشرق الأوسط.
إرسال تعليق