تفجرت الحرب في السودان بصورة مفاجئة هذا الشهر بين الجيش وقوات الدعم السريع، وعلى وقع الصدمة ارتبكت الحسابات واختلت الأوضاع بالنسبة لعائلة محمد جالي المقيمة في منطقة دارفور الصحراوية الشاسعة، التي أصبح أحد أبنائها يقاتل في جانب والآخر يقاتل مع الخصم.
صحيح أن الشقيقين لا يقاتلان في الوقت الحالي في المكان نفسه، لكن الأسرة تخشى أن تدفعهما الحرب في نهاية المطاف إلى مواجهة مباشرة بالسلاح.
وعبر محمد جالي، الذي يعمل في بنك، عن شعوره بالمرارة لأن أحد أشقائه مع الجيش والآخر مع قوات الدعم السريع ولأن كليهما على الخطوط الأمامية.
وتضرع محمد إلى الله بأن يحفظ شقيقيه وأن يعودا إلى المنزل سالمين. وعبر جالي عن كراهيته للحرب التي اندلعت فجأة في 15 أبريل/نيسان الجاري.
وتقاسم الجيش وقوات الدعم السريع السلطة بعد انقلاب عام 2021 لكنهما اختلفا هذا العام حول الانتقال السياسي والدمج المزمع لقوات الدعم السريع في القوات المسلحة النظامية.
وخرجت قوات الدعم السريع من رحم ما يسمى بمليشيا (الجنجويد) التي قاتلت في دارفور أثناء الصراع الذي اندلع هناك منذ عام 2003 وأودى بحياة أكثر 300 ألف شخص. وما زالت الجماعة تعكف على تجنيد مقاتلين في المنطقة.
ولا يتفوق على قلق الأسرة على الأخوين إلا القلق على الوالد ضعيف الصحة ويخشون من وصول أنباء سيئة إليه.
وكان مصعب جالي قد أخبر الأسرة في البداية بأنه في الفشقة، بعيدا عن ساحات القتال، لكنه قال لاحقا إنه كان في نيرتتي بولاية شهدت بعض الاشتباكات.
ويقاتل يعقوب، وهو الشقيق الآخر، في صفوف قوات الدعم السريع وقال إنه في قلب ساحات القتال. ونظرا لعدم إمكانية التواصل بسهولة مع يعقوب، لم تتمكن الأسرة على مدار أيام من إبلاغه بوصول مولوده الجديد.
وطلب محمد جالي من يعقوب الابتعاد عن الخطوط الأمامية، لكن يعقوب قال إن ذلك سيكون عملا مخزيا وخذلانا لرفاقه. وقال محمد جالي إنه يعتقد أن ما يفعله "منطقي ووطني".
ويخشى محمد جالي بشدة أن تحدث بين شقيقيه مواجهة. وتشعر الأسرة بقلة الحيلة أمام هذا.
وكتب محمد، على صفحته بفيسبوك، "أسأل الله أن يحفظكما جميعا في هذه المعركة التي أرى أن الخاسر الوحيد فيها أنا".
إرسال تعليق