قال مدير شركة إنفيديا (Nvidia) الأميركية لصناعة الرقائق جدعون روزنبرغ في معرض تعليقه على التبرع الأكبر الذي قدمته شركته لإسرائيل والذي بلغ 15 مليون دولار: "نحن فخورون برؤية هذا الدعم الواسع من عائلات إنفيديا في إسرائيل وحول العالم، ونشعر بالامتنان لصلواتهم وأملهم في عودة زميلنا أفيناتان أور والرهائن الآخرين من أسر حماس".
ولكن من هو المهندس أفيناتان أور الذي يعمل في شركة إنفيديا في إسرائيل والذي ذكره روزنبرغ في تعليقه؟
في قبضة المقاومة
ظهر اسم أفيناتان أور (30 عاما) لأول مرة في فيديو تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي يُظهر لحظة أسره هو وصديقته نوا أرغاماني من قبل أفراد من غزة دخلوا منطقة الغلاف بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى على يد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقد ظهر مقطع الفيديوعلى تلغرام لحظة اقتياد صديقته نوا أرغاماني على دراجة بعد أسرها مع صديقها أور. وأور مهندس يعيش في تل أبيب، حيث كان يخطط هو وأرغاماني للانتقال للعيش معا.
ويعمل أور بحسب ملفه على موقع لينكد إن مهندس "تصميم من أجل الاختبار"، أو كما يُعرف اختصارا "دي إف تي" (DFT)، وهو مجال مهم في تصنيع الرقائق الإلكترونية يُعنى بتصميم بنية الدوائر المتكاملة أو ما تُعرف بـ"آي سي" لجعلها قابلة للاختبار، حيث تُسهل هذه العملية تطوير اختبارات التصنيع وتطبيقها على الأجهزة المصممة.
والغرض من اختبارات التصنيع هو التحقق من أن أجهزة المنتج لا تحتوي على عيوب تصنيع يمكن أن تؤثر سلبا على الأداء الصحيح للمنتج.
ويعمل أور في الشركة الأميركية في فرعها بإسرائيل منذ أبريل/نيسان 2022، وهو خريج جامعة بن غوريون.
"إنفيديا".. أميركية المنشأ إسرائيلية الهوى
تعتبر شركة تصميم لوحات الرسوميات وتصنيع الرقائق الأميركية إنفيديا من أكبر الشركات الداعمة لإسرائيل والاقتصاد الإسرائيلي، حيث تُعد أنشطة البحث والتطوير التي تقوم بها في إسرائيل حاليا هي الأكبر للشركة خارج الولايات المتحدة، بحسب تقرير لموقع أستراليان جويش نيوز.
وحلت شركة إنفيديا -التي تبلغ قيمتها السوقية 571 مليار دولار أميركي في بورصة ناسداك- محل منافستها إنتل التي تبلغ قيمتها السوقية 196 مليار دولار أميركي كأكبر صانع للرقائق الأميركية وثاني أكبر شركة في العالم بعد تي إس إم سي (TSMC) التايوانية.
وتتوسع عمليات إنفيديا المتنامية في إسرائيل، حيث توظف نحو 2800 عامل في سبعة مراكز للبحث والتطوير موجودة في مستوطنة يوكنعام، ومقر ميلانوكس، وتل أبيب، والقدس، ورعنانا، وبئر السبع في الجنوب.
واستحوذت الشركة الأميركية في عام 2020 على شركة ميلانوكس الإسرائيلية -وهي شركة محلية متخصصة في تطوير وإنتاج المكونات المصمّمة لتسريع نقل البيانات بين الخوادم وأنظمة تخزين البيانات للحوسبة السحابية ومراكز البيانات- مقابل 7 مليارات دولار أميركي، واعتُبر أكبر استثمار في شركة إسرائيلية.
وفي عام 2021، أنشأت إنفيديا مركزا إضافيا في إسرائيل لتطوير وحدات المعالجة المركزية لمجموعة من التطبيقات التكنولوجية، من بينها الذكاء الاصطناعي والمركبات المستقلة والروبوتات.
وستنضم مجموعة وحدة المعالجة المركزية الجديدة إلى مجموعة متنوعة من الفرق النشطة حاليا في إسرائيل، والتي تعمل على تقنيات الشبكات عالية السرعة وتقنيات الحوسبة عالية الأداء، وتطوير وحدة معالجة البيانات، وأبحاث الذكاء الاصطناعي، وغيرها من الأنشطة.
كما تعمل إنفيديا مع شركة إكسيلرو الإسرائيلية منذ تأسيسها في عام 2014 وحتى الاستحواذ عليها مؤخرا، حيث توفر برنامج تخزين الكتل الخاص بها للشبكات الأساسية للشركة.
وتمتلك الشركة الأميركية -التي تأسست عام 1993 على يد جنسن هوانغ وكريس مالاكوفسكي وكورتيس بريم كشركة متخصصة في تصنيع شرائح الرسوميات- العديد من الاستثمارات الأخرى في إسرائيل منها الشركات الناشئة فورتيليكس وفاست داتا وويكا آي أو، بحسب موقع "فايندر ستارت أب".
مشروع "إسرائيل 1 إيه آي"
وكانت شركة إنفيديا التي يعمل فيها أور أعلنت مؤخرا عن انتهاء المرحلة الأولى من حاسوبها العملاق "إسرائيل 1 إيه آي" (Israel-1 AI) وإتاحته للاستخدام من قبل فرق البحث والتطوير التابعة للشركة و"الشركاء المختارين"، ويوجد الحاسوب العملاق في مركز بيانات إسرائيل التابع لشركة إنفيديا، بحسب تقرير لموقع "داتا سنتر داينامكس".
ويقدم الحاسوب العملاق 8 إكسافلوبات (الفلوب وحدة قياس أداء الحاسوب) من أعلى أداء للذكاء الاصطناعي، و130 بيتافلوبا من الحوسبة عالية الأداء (High Performance Computing).
ويحتوي النظام -بمجرد اكتماله- على 256 نظاما أصغر من معالجات إنفيديا إتش جي أكس اتش 100 (Nvidia HGX H100)، يجمع بين 2,048 وحدة معالجة رسوميات، مع أكثر من 34 مليون نواة كودا (CUDA) (اختصار لعبارة كمبيوتر يونيفيد ديفايس آركتكشر Compute Unified Device Architecture، وهي معمارية للحوسبة المتوازية وضعتها شركة إنفيديا) ومليون تينسور كور (Tensor Core) من الجيل الرابع، و2,560 وحدة دي بي يو بلو فيلد 3 (DPU BlueField-3)، و80 محولا من نوع سبيكترم 4 (Spectrum-4).
وقال جلعاد شاينر نائب الرئيس الأول في شركة إنفيديا: إن إنفيديا عملت مع 800 شركة ناشئة في إسرائيل وعشرات الآلاف من مهندسي البرمجيات.
وانتهت الشركة من المرحلة الأولى في هذا المشروع في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وهو قبل شهرين من الموعد المتوقع، وهو ما يوفر نصف قوة الحوسبة للنظام بأكمله (أربعة إكسافلوبات للذكاء الاصطناعي و65 بيتافلوبا للحوسبة عالية الأداء القياسية).
وقال المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا جنسن هوانغ: "تعد إسرائيل موطنا لباحثين ومطورين رائدين عالميا في مجال الذكاء الاصطناعي والذين يقومون بإنشاء تطبيقات للموجة التالية من الذكاء الاصطناعي".
ومع الحاسوب العملاق من إنفيديا، ستقوم مجموعة واسعة من الشركات في إسرائيل بإنشاء ذكاء اصطناعي يمكنه تحويل الإنتاجية ونماذج الأعمال للمؤسسات في جميع أنحاء العالم.
ومن المخطط أن تنتهي الشركة من المرحلة الثانية من الحاسوب العملاق في النصف الأول من عام 2024 ما لم تؤثر الحرب الدائرة الآن في غزة على هذا المخطط، وليس معلوما حال الانتهاء من المرحلة الثانية هل سيكون أور وقتها مع زملائه المهندسين في إنفيديا أم لا يزال أسيرا في غزة، أم أنه لن يشهد هذه اللحظة في حياته.
إرسال تعليق