مع سقوط نظام بشار الأسد، دخلت سوريا مرحلة فارقة في تاريخها الحديث. الانهيار السياسي والأمني فتح الباب أمام تحديات جديدة وفرص غير مسبوقة لتشكيل قوى الدولة، نقل السلطة، واستعادة السيطرة الكاملة على الأراضي السورية. هذا التقرير يستعرض رؤية الأطراف الفاعلة، بما في ذلك مواقف المعارضة السورية، خطاب أبو محمد الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام، ودور جامعة الدول العربية في هذا المشهد المعقد.
1. بدء تشكيل قوى الدولة: رؤية جديدة لسوريا المستقبل
مع انهيار النظام، ظهرت ضرورة ملحة لتشكيل قوى مؤسساتية لإعادة بناء الدولة. تعمل المعارضة السورية بمختلف أطيافها على إعداد خارطة طريق للانتقال السياسي. تتضمن هذه الخارطة:
- إنشاء مجلس انتقالي: يتكون من ممثلين عن جميع الأطراف السياسية، بما في ذلك المعارضة الداخلية والخارجية.
- صياغة دستور جديد: يهدف إلى إرساء نظام ديمقراطي يضمن المساواة والعدالة لجميع السوريين.
- إعادة بناء الجيش الوطني: بعيداً عن الولاءات الطائفية والسياسية، ليصبح جيشاً مهنياً.
2. نقل السلطة: تحديات وفرص
نقل السلطة في سوريا يواجه عقبات متعددة، من بينها الصراعات الداخلية، التدخلات الخارجية، وغياب الثقة بين الأطراف. ومع ذلك، فإن هناك فرصاً لتحقيق انتقال سلمي إذا توافرت الإرادة السياسية والدعم الدولي.
-
التحديات:
- تنوع الأطراف المعارضة واختلاف أجنداتها.
- التدخلات الإقليمية والدولية التي تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة.
- البنية التحتية المدمرة التي تعيق بناء مؤسسات جديدة.
-
الفرص:
- الدعم الدولي لإعادة الإعمار.
- إرادة شعبية قوية لإنهاء الصراع وبناء دولة حديثة.
3. رأي الجولاني وخطاباته: مسار يثير الجدل
ظهر أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، كأحد الفاعلين الرئيسيين في المشهد السوري. ركزت خطاباته الأخيرة على ثلاث نقاط رئيسية:
- دعمه لنقل السلطة: مع تأكيده على ضرورة الحفاظ على سيادة سوريا ووحدتها.
- رفضه للتدخلات الخارجية: خاصة تلك التي تسعى لفرض أجندات سياسية معينة.
- التأكيد على الشريعة الإسلامية: كمرجعية أساسية للحكم، وهو ما يثير الجدل بين السوريين والمجتمع الدولي.
4. موقف المعارضة السورية: بين التوافق والانقسام
المعارضة السورية تجد نفسها أمام فرصة تاريخية لتوحيد صفوفها.
- المجلس الوطني السوري: يعمل على إيجاد حلول توافقية تجمع مختلف الأطياف السياسية.
- الائتلاف السوري: يدعو إلى انتخابات مبكرة تحت إشراف دولي.
- الحركات المحلية: تسعى لتعزيز الاستقرار في المناطق المحررة.
5. السيطرة على الأراضي السورية: معركة استعادة الوطن
تعتبر استعادة السيطرة على الأراضي السورية تحدياً كبيراً في ظل استمرار بعض الجيوب المسلحة وانتشار المليشيات الأجنبية.
- المعارضة: تركز جهودها على توحيد الصفوف ومواجهة المليشيات.
- الدعم الدولي: يلعب دوراً محورياً في تمكين الحكومة الانتقالية من بسط سيطرتها.
6. دور جامعة الدول العربية: أمل في استعادة الحضور السوري
أظهرت جامعة الدول العربية مرونة تجاه الأزمة السورية، خاصة بعد سقوط النظام.
- إعادة العضوية: قد تمثل خطوة أولى نحو إعادة دمج سوريا في المشهد العربي.
- مبادرات عربية: تتعلق بإعادة الإعمار ودعم الحلول السياسية.
إرسال تعليق