في عام 2025، لم يعد مرض السكري مجرد حالة صحية فردية، بل تحوّل إلى تحدٍ عالمي صامت يهدد أنظمة الرعاية الصحية والاقتصادات والمجتمعات معًا. فقد سجلت التقارير الصحية الحديثة أن عدد المصابين بمرض السكري حول العالم تخطى 580 مليون شخص، بزيادة ملحوظة مقارنة بالأعوام السابقة، حيث تبيّن أن واحدًا من كل عشرة بالغين يعاني من أحد أشكال المرض، سواء من النوع الأول أو الثاني.

تغيرات نمط الحياة وتأثيرها

العصر الرقمي، رغم ما يوفره من رفاهية وسرعة، ساهم في تفاقم أزمة السكري. الاعتماد الزائد على الأطعمة السريعة، قلة النشاط البدني، والضغوط النفسية الناتجة عن العمل والتكنولوجيا، كلها عوامل غذّت انتشار المرض، حتى في الدول التي كانت تعتبر في السابق بعيدة عن خطر الأمراض المزمنة.

إحصاءات عام 2025

  • نسبة المصابين عالميًا: 7.3% من سكان العالم، بحسب بيانات الاتحاد الدولي للسكري.

  • أعلى الدول تسجيلًا: الهند، الصين، والولايات المتحدة، بينما بدأت دول عربية مثل مصر والسعودية في تسجيل أرقام مقلقة.

  • نسبة الإصابات بين الأطفال: ارتفعت بنسبة 19% مقارنة بعام 2020، بسبب السمنة المبكرة وضعف التوعية الغذائية.

  • الوفيات المرتبطة: أكثر من 4.3 مليون وفاة سنويًا مرتبطة بمضاعفات السكري مثل أمراض القلب والفشل الكلوي.

التكنولوجيا والسكري

عام 2025 شهد طفرة في تقنيات التعامل مع المرض. فالأجهزة الذكية أصبحت قادرة على تتبع نسبة السكر في الدم بشكل لحظي، وإرسال تنبيهات للمريض والطبيب على السواء. كما دخل الذكاء الاصطناعي مجال التنبؤ بالنوبات الخطرة، مما ساعد في تقليل أعداد حالات الإغماء أو الوفاة المفاجئة.

الوقاية لا تزال الأمل

رغم التطور الطبي، تؤكد معظم الدراسات أن الوقاية من السكري، خاصة النوع الثاني، لا تزال أكثر فعالية من العلاج. فاتباع نمط غذائي صحي، ممارسة الرياضة بانتظام، والنوم الكافي يمكن أن تقلل احتمالية الإصابة بنسبة 60%.


مرض السكري في عام 2025 لم يعد مجرد إحصائية طبية بل قضية وجودية تمس الأفراد والدول على حد سواء. التحدي الأكبر ليس في السيطرة على الأعراض، بل في تغيير ثقافة المجتمعات لتبني نمط حياة صحي يكون فيه الإنسان أكثر وعيًا بجسده، وأكثر اهتمامًا بصحته قبل أن تداهمه المضاعفات.

Post a Comment

أحدث أقدم