هذا السؤال الذي كان يُعتبر مجرد خيال علمي بدأ يأخذه العلماء على محمل الجد.
الفيلسوف نيك بوستروم طرح عام 2003 ما يُعرف بـ “فرضية المحاكاة”، ومفادها أنه إذا استطاعت أي حضارة متقدمة بناء محاكاة واقعية لكائنات واعية وتشغيلها، فعدد “العقول المبرمجة” سيكون أكبر بكثير من عدد العقول الحقيقية.
وبالتالي، الاحتمال الأكبر أننا أيضًا لسنا إلا جزءًا من تلك المحاكاة.
بوستروم حدد ثلاث احتمالات:
- الحضارات تفنى قبل أن تصل لهذه التقنية.
- الحضارات تتوصل للتقنية لكن تختار ألّا تُحاكي أسلافها.
- أو أننا بالفعل نعيش داخل محاكاة.
العالِم ديفيد كيبينغ من جامعة كولومبيا حاول أن يحسم الأمر بالأرقام، فاستخدم تحليلًا إحصائيًا (بايزي) وبدأ بنسبة 50/50.
النتيجة؟
🔹 احتمال أن نكون في محاكاة: 49.8%.
🔹 احتمال أن نعيش في الواقع الأصلي: 50.2%.
بمعنى آخر، الاحتمالان شبه متساويين، مع ميل بسيط نحو أننا “حقيقيون”. ويرى كيبينغ أن المحاكاة المتكررة ستضعف مع الوقت بسبب حدود قوة الحوسبة، وهذا يدعم فكرة أننا في “الواقع الأساسي”.
ومع التقدم في الحوسبة الكمومية وعلوم الفيزياء، قد نكتشف يومًا ما إشارات تدل على وجود نظام اصطناعي يدير عالمنا: خطأ، خلل، أو بصمة رياضية غريبة.
لكن حتى ذلك الحين، سنبقى عالقين بين احتمالين متقاربين… وربما لن نعرف أبدًا أي واقع نعيشه
إرسال تعليق