يلعب الفيتامين B12، الذي ينتمي لعائلة الفيتامينات B، أدوارا هامة في إنتاج كريات الدم الحمراء وخلايا الدم الإضافية، في عمل جهاز الأعصاب السليم وكذلك بناء الـ DNA.
لا يستطيع جسمنا إنتاج فيتامين B12 بقواه الذاتية، وبالإمكان الحصول عليه بالأساس من خلال التغذية من مصادر حيوانية. يحتاج الناس من كل الأعمار (الرّضع، الأطفال، المراهقون، البالغون، النساء الحوامل والمسنين) لكمية كافية منه في الغذاء أو من خلال المكمّلات.
بالرغم من أهمية هذا الڤيتامين، إلا أن نقص فيتامين B12 هو ظاهرة شائعة في العالم الغربي عموما، وفي إسرائيل بصورة خاصة.
ما هي المأكولات التي تحتوي على فيتامين B12؟
كما قلنا، لا يستطيع الإنسان إنتاج فيتامين B12، وهو بحاجة للحصول عليه في إطار قائمة طعامه.
يتواجد فيتامين B12 في الأغذية الحيوانية المصدر مل لحم البقر، الطّيور، الأسماك، البيض، الحليب ومشتقاته.
هل هنالك مأكولات من مصدر نباتي تحتوي على B12؟
من المهم أن نعرف أن فيتامين B12 لا يتواجد في الأطعمة النباتية. ومع ذلك، يتم بيع أطعمة نباتية تم تعزيزها بهذا الفيتامين، مثل حبوب الصباح. كذلك من الممكن أن تحتوي خمائر البيرة على كمية صغيرة من ڤيتامين B12.
محتوى فيتامين B12 في بعض أنواع الطعام، كنموذج
(تعتمد المعطيات على موقع المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة الأمريكية)
| نوع الغذاء | محتوى فيتامين B12 المتوقّع (بالميكروچرام) لكل 100 چرام من المنتج |
| كبد بقر مطبوخ | 83.2 |
| سمك سلمون مطبوخ | 4.1 حتى 6.4 |
| جبنة أمينتال | 3.2 |
| تونا فاتحة، محفوظة بالماء | 2.9 |
| شريحة (ستيك) بقر مشوية | 1.6 |
| بيضة مسلوقة | 0.9 |
| حليب قليل الدّسم | 0.5 |
| يوغورت (لبن) بالفواكه، قليل الدسم | 0.5 |
صدر دجاج مشوي | 0.35 |
| خمائر غذائية معززة بـ 100% من الاحتياج اليومي للـ B12 | 16 |
| حبوب الصباح المعززة بـ 25% من الاحتياج اليومي للـ B12 | 2 |
ما هي قيم فيتامين B12 الطبيعية في الجسم؟
تتراوح القيم الطبيعية لفيتامين B12 بين 180 و 712 بيكومول للتر.
كيف يتم التشخيص نقص فيتامين B12؟
يتم التشخيص من خلال فحص دم بسيط، والذي يقيس مستوى فيتامين B12 في الدم.
بالإضافة إلى هذا الفحص، من الممكن أن يوصي الطبيب بإجراء تعداد دم من أجل معرفة عدد خلايا الدم المختلفة. إذا كان هنالك خوف من الأنيميا (فقر الدم)، فسيوصي الطبيب أيضا بإجراء فحص مستوى الحديد ومستوى حمض الفوليك في الدم.
في بعض الحالات التي يتم اكتشاف نقص فيتامين B12 فيها، وخصوصا في الحالات التي تكون هنالك خشية من فقر الدّم الخبيث، يوصي الطبيب بإجراء فحص إضافي مثل فحص الـ MMA (حمض الميثيل مالونيك)، فحص لوجود مضادات للعامل الداخلي واختبارات إضافية بحسب اعتباراته.
ما الذي قد يحصل جرّاء نقص فيتامين B12؟
من شأن نقص فيتامين B12 (بالإنجليزية Vitamin B12 Deficiency) أن يؤدي إلى: أنيميا - وهي حالة لا يتم فيها إنتاج كريات الدم الحمراء بنجاعة، الأمر الذي يؤدي إلى نقص في الأوكسجين والطاقة في خلايا الجسم. يشعر الأشخاص المصابون بالأنيميا بالضّعف، التعب، البهوت، نقص الحيوية كما يكونون في بعض الأحيان شديدي الحساسية للبرد. من شأن الأنيميا الحادة أن تسبب اضطرابات نبض القلب ونبض سريع.
عندما تكون الأنيميا ناتجة عن انخفاض مستويات فيتامين B12، يطلق عليها اسم فقر الدم الضخم الأرومات، وهي تتّسم بكريات الدم الحمراء الأكثر انتفاخا من العادة. أحيانا، يكون فقر الدم الضخم الأرومات مصحوبا بنقص حمض الفوليك (فيتامين B9 )
من شأن النقص الحاد بفيتامين B12 أن يسبب الاعتلال العصبي، وهي حالة يحصل فيها ضرر في الخلايا العصبية وبأدائها السليم. من شأن المصابين بالاعتلال العصبي أن يعانوا من الآلام، نقص الشعور، الشعور باللسع، المذل (الخدر)، الحرقة أو الوخز في أطراف الأعصاب في مختلف أنحاء الجسم، وبالأساس في اليدين والرجلين.
بالإضافة لكل ذلك، تبيّن أن نقص فيتامين B12 يرتبط بمخاطر الإصابة بالخَرَف في سن الشيخوخة، كما تبيّن أن مثل هذا النقص يؤدي للاكتئاب، التخبّط، اضطرابات الذاكرة وآلام في تجويف الفم واللسان.
وماذا عن الرّضع والأطفال الصغار؟ من الممكن أن يعانون من اضطرابات في النمو والتطوّر، اضطرابات الحركة والأنيميا.
ما هي أعراض نقص فيتامين B12؟
بالعادة، لا يسبب النقص البسيط في فيتامين B12 أية أعراض ولا يتم الشعور به.
من شأن النقص الشديد في فيتامين B12 أن يتجسد من خلال الأعراض الجانبية التالية: التعب، الضعف، البهوت، اضطرابات في وتيرة نبض القلب، انخفاض الوزن، الشعور بالحرقة في اللسان وتجويف الفم، تراجع الذاكرة، الاكتئاب، حالة مزاجية سيئة، اضطرابات حركية، آلام واضطرابات في الشعور بأطراف الأعصاب.
لماذا إذا من الممكن أن تنخفض مستويات B12؟
بعض الأسباب التي قد تسبب نقص فيتامين B12:
• نقص التغذية: من شأن التغذية قليلة الـ B12 أن تكون أوسع انتشارا لدى الخضريين، النباتيين أو الأشخاص الذين لا يستهلكون الأغذية الحيوانية لأسباب دينية، أخلاقية عقائدية. على الرّغم من أن النباتيين يستهلكون البيض والحليب، إلا أنهم أيضا قد يعانون من نقص فيتامين B12.
• انخفاض امتصاص فيتامين B12من الجهاز الهضمي:
يتم امتصاص فيتامين B12 من الجهاز الهضمي على مرحلتين:
1. التحليل الأولي بواسطة الحمض في المعدة.
2. بعد التحليل، يلتصق الفيتامين بالبروتين الذي يتم إنتاجه في المعدة، المسمى العامل الداخلي (بالإنجليزية: intrinsic factor) الذي يساعد على امتصاصه في الأمعاء.
يستطيع جسم الإنسان تخزين كمية فيتامين B12 تكفي بالعادة لما بين 3 - 5 سنوات.
من شأن تراجع امتصاص B12 أن يحصل مثلا في حالات أمراض الأمعاء الالتهابية (داء كرون أو التهاب القولون التقرحي)، السيلياك، فشل البنكرياس والتلوثات في الجهاز الهضمي. كذلك، من الممكن أن يعاني المرضى بعد الخضوع لعمليات جراحية في الأمعاء، وبعد جراحات السّمنة من انخفاض امتصاص فيتامين B12من الجهاز الهضمي.
• الأمراض ذاتية المناعة: مثلا الأنيميا الخبيثة، البهاق، أمراض الغدّة الدرقية. الأنيميا الخبيثة ليست مرضا سرطانيا، إنما يدور الحديث عن نوع من الأنيميا (من شأنه أن يسبب فقر الدم الضخم الأرومات) يحصل فيها تراجع وتضرر لقدرة امتصاص الفيتامين B12. في مثل هذه الحالة، يلحق ضرر بخلايا المعدة التي تنتج بروتين العامل الداخلي، والذي من وظيفته المساعدة في امتصاص فيتامين B12 من الجهاز الهضمي.
• تناول الأدوية: هذه هي الأدوية التي من شأنها أن تقلل امتصاص فيتامين B12:
ميتفورمين- دواء بالغ الأهمية لعلاج السّكري.
الأدوية من عائلة الـ PPI لعلاج تقرّح (قرحة) المعدة والحموضة في الجهاز الهضمي. مثلا: أوموبراديكس، لوسيك (أوموبرازول)، لانتون (لانزوبـرازول)، كونترولوك (بانتوبرازول) ونيكسيوم (إيزوموبرازول).
أدوية إضافية لعلاج تقرّح المعدة والحموضة في الجهاز الهضمي مثل حاصرات مستقبل الهيستامين من نوع H2 وبضمنها فاموتيدين.
غاز الضحك.
تمت ملاحظة انخفاض مستويات فيتامين B12 بعد استخدام هذه الأدوية المتواصل، في الغالب بعد 2 - 3 سنوات من بدء استخدامها.
• التقدّم بالعمر: من الممكن أن يعاني المسنون من نقص فيتامين B12 لعدّة أسباب وبضمنها التغذية قليلة الڤيتامين B12، تناول واحد أو أكثر من الأدوية المذكورة أعلاه، أمراض الجهاز الهضمي والتغييرات في الجهاز الهضمي في أعقاب التقدّم بالسن.
• النساء الحوامل والمرضعات قد تعانين من نقص ڤيتامين B12 وخصوصا إذا كان نظامهم الغذائي ينقصه هذا الفيتامين، مثل النساء الخضريات أو النباتيات.
• الأمراض الوراثية النادرة قد تسبب هي الأخرى اضطرابات مختلفة في امتصاص فيتامين B12 أو في عمله داخل الجسم.
ما هي كمية فيتامين B12 التي يجب استهلاكها يوميا؟
من المهم الالتزام بالتغذية المتوازنة، التي تحتوي على كل المواد الغذائية، وبضمنها فيتامين B12. في بعض الحالات، حتى لو تم استهلاك الكثير من الأغذية الغنية بڤيتامين B12، من الممكن أن تكون هنالك مشكلة في امتصاصه. إذا تم اكتشاف نقص في ڤيتامين B12، فيجب العمل بموجب تعليمات الطبيب المعالج.
متي يجب أخذ فيتامين B12؟ ما هي الإمكانيات المتوفرة؟
في حالات النقص، بالإمكان أخذ فيتامين B12 على شكل أقراص للمص أو العلاج عبر الحقن. في غالبية الحالات، تكون فاعلية ونجاعة أقراص المص مطابقة لفاعلية ونجاعة الحقن، ولذلك فهي المفضلة من بين الأمرين. في الحالات التي تكون فيها مشكلة في امتصاص ڤيتامين B12 من الجهاز الهضمي أو في حالات الأنيميا الشديدة، من المتوقع أن يوصي الطبيب بالحقن.
• أقراص فيتامين B12للمص: الجرعة المتعارف عليها هي قرص واحد (1,000 ميكروچرام)، مرة في اليوم، للمص تحت اللسان. في حالات النقص الشديد، من الممكن أن يوصي الطبيب بقرصين في اليوم.
من الجدير ذكره أن فيتامين B12 مشمول أيضا ضمن المكملات الغذائية متعددة الڤيتامينات (مولتيڤيتامين) أو المكملات التي تحتوي على تركيبة فيتامينات B. ومع ذلك، فإن كمية ڤيتامين B12 تكون في الغالب قليلة في هذه المستحضرات، ولا تكفي لعلاج حالات النقص.
هل من المفضل أخذ أقراص B12 قبل الطعام أم بعده؟
نظراً لأن الغذاء لا يؤثر على الفيتامين، فلا فرق بين أخذ فيتامين B12 قبل الطعام، مع الطعام أو حتى بعد الطعام.
انتبهوا: بإمكان زبائن كلاليت موشلام شراء أقراص فيتامين B12 للمص بأسعار مخفضة في صيدليات كلاليت.
• حُقن فيتامين B12: يتم إعطاء الحقن - في العضلة - من قبل طبيب أو ممرضة في العيادة. الجرعة المتعارف عليها في بداية العلاج تبلغ حقنة واحدة في الأسبوع، ولاحقا يتم خفض الجرعة لحقنة واحدة في الشهر. في الحالات المزمنة التي تسبب نقص فيتامين B12 من الممكن أن يوصي الطبيب بحقنة مرة في الشهر بصورة دائمة.
فيتامين B12 معروف أيضا بأسماء مثل كوبلمين، هيدروكسوبالامين، سيانوكوبالامين، وميثيل الكوبالامين.
إرسال تعليق