مع انهيار نظام بشار الأسد الذي حكم سوريا بالقبضة الحديدية لسنوات طويلة، دخلت المنطقة والعالم مرحلة جديدة من الترقب والاصطفافات السياسية. النظام الذي تحول إلى رمز للاستبداد والقمع لم يسقط فقط بسبب الانتفاضة الشعبية، بل نتيجة تحولات إقليمية ودولية معقدة. فما هو موقف الدول العربية والغربية من هذه اللحظة التاريخية؟

الموقف العربي: بين الترحيب والقلق

في الوقت الذي استبشرت فيه بعض الدول العربية بانهيار النظام، معتبرةً ذلك فرصة لاستعادة سوريا مكانتها كعضو فعال في جامعة الدول العربية، أبدت دول أخرى تحفظها.

  • الخليج العربي: قادت دول الخليج، وخاصة السعودية وقطر، مواقف داعمة للثورة السورية منذ بدايتها، إذ دعمت المعارضة سياسيًا وماديًا، لكن انهيار النظام يثير مخاوف بشأن انتشار الفوضى وظهور جماعات مسلحة متشددة.
  • مصر: موقف القاهرة كان أكثر حذرًا، حيث تدعو لاستقرار سوريا وحل سياسي شامل بعيدًا عن التدخلات الخارجية.
  • الأردن ولبنان: دول الجوار تحملت عبء اللاجئين، ويعني انهيار النظام تغييرات أمنية وسياسية كبرى على حدودها، مما يضعها في موقف حساس.

الموقف الغربي: انتصار للقيم أم توازنات جيوسياسية؟

  • الولايات المتحدة: رغم دعمها المعلن للمعارضة، فإن الموقف الأمريكي يتسم بالحذر، إذ تخشى واشنطن أن يؤدي سقوط النظام إلى فراغ أمني تستغله القوى المتطرفة.
  • الاتحاد الأوروبي: رحب الأوروبيون بانهيار النظام كخطوة نحو إنهاء الحرب، مع تركيز خاص على قضايا إعادة الإعمار وعودة اللاجئين.
  • روسيا والصين: رغم أن الموقف الروسي والصيني غير غربي، إلا أن تأثيرهما لا يمكن تجاهله، حيث ترى موسكو في انهيار الأسد خسارة إستراتيجية لمصالحها في المنطقة.

التوازنات الإقليمية والدولية

  • انهيار النظام السوري يفتح الباب أمام صراع نفوذ بين القوى الإقليمية، مثل إيران وتركيا، والدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا.
  • الخشية من أن يتحول سقوط النظام إلى صراع جديد على السلطة داخل سوريا يزيد من تعقيد الموقف الدولي.

مستقبل سوريا في ظل المواقف المتباينة

مع انقسام المواقف بين ترحيب وتخوف، تظل سوريا ساحة مفتوحة على كل السيناريوهات. السؤال الأهم الذي يشغل الجميع: هل سينجح السوريون في بناء نظام ديمقراطي شامل أم ستتحول البلاد إلى ساحة صراع طويلة الأمد؟


Post a Comment

أحدث أقدم